فرنسا في الجزائر, عبد العاطي جلال

... ولما كانت الجزائو جزءا هامًا في كيان أمة العرب، ومنطقة لها خطورتها في قلب الشمال الإفريقي، فإنني توخيت أن أقدم للقارئ صورة مكتملة واضحة المعالم عن تاريح البلاد وجغرافيتها ومكانتها في الإنتاج الزراعي والصناعي الذي يمكن فرنسا من أن تستغل هذه الموارد إلى أبعد حدود الاستغلال.

وقد حظيت الحركة الوطنية التي رفع لواءها الامير عبد القادر صقر الصحراء منذ عام 1832 والتي بلغت الذروة في نوفمبر عام 1954، بجل عنايتي واهتمامي لما في ذلك من عبرة وعظة يعتبر بهما إخواننا قادة الثورة الأخيرة، واضعين نصب أعينهم آباءهم وأجدادهم الذين خروا صرعى في ميدان الجهاد، رافعين عاليا ألوية الكفاح حتى يستردوا حريتهم المسلوبة وأرضهم المغتصبة.

أما الثورة التي يحتدم أوارها على أرض الجزائر فقد أعطيتها حقها ولم أغفل أسبابها ومسبباتها. فسردت كل ها عن لي في هذا المقام حتى يعرف الفرنسيون أن الثورة ليست كما يزعمون ثورة مؤقتة لا تلبث أن تخمد نارها... بل إنها ثورة عارمة جارفة ستستمر حتى يلفظ أخر جزائري أنفاسه أمام دبابات الفرنسيين ومدافعهم الرشاشة أو تعود إليه حريته. فشعار هذه الثورة: "الفناء أو الاستقلال التاما".

 عش عزيزا أو مت وأنت كريم......... بين طعن القنا وخفق البنود